رواه عبدُ الرزاقِ (٦٥٠)، وغيره، عن الثوري، عن أبي عون الثقفي، قال: حدثنا عبد الله بن شداد بن الهاد قال: قال أبو هريرة: ((الوضوء مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ. فقال مَرْوان: وكيف يُسْأَلُ أحدٌ وفينا أزواجُ نبينا صلى الله عليه وسلم وأمهاتنا؟ ! قال: فأرسلني إلى أمِّ سلمةَ فسألتها ... فذكرته)).
ورواه أحمدُ (٢٦٦١٢، ٢٦٧١٠)، عن وكيعٍ وابنِ مهديٍّ، عن سفيانَ بنحوه. ورجاله ثقات.
وله طرقٌ عن أُمِّ سلمةَ به. وسيأتي تخريجُه تحت (باب ترك الوضوء مما مسته النار).
قلنا: ومع هذا قال الهيثميُّ: "رواه أحمدُ والطبرانيُّ في (الكبير)، ورجالُ الطبرانيِّ مُوثَّقُون؛ لأنه من رواية محمد بن طحلاء عن أبي سلمة. وأبو سليمان الذي في إسنادِ أحمدَ لا أعرفه ولم أَرَ مَن ترجمه"(مجمع الزوائد ١٢٩٥).
كذا قال:"وأبو سليمان ... لا أعرفه ... "، وليس عند أحمدَ من يكنى بأبي سليمان، بل إسناده هو والطبراني واحد. ويبدو أن "أبا سلمة" تحرَّف على الهيثميِّ إلى "أبي سليمان" والله أعلم.
وتبع المُنَاويُّ الهيثميَّ في هذا الوهم، فقال:"رَمَز المصنف - (يعني السيوطي) - لصحته. ومستنده قول الهيثمي: "رجاله مُوثَّقُون"، وعَدَلَ عن عزوه لأحمدَ مع كونه خرَّجه باللفظِ المذكورِ؛ لأن في سندِهِ مَن لا يُعرفُ"! ! (فيض القدير ٥/ ٢٠٣).
وقال في موضعٍ آخرَ:"إسنادُهُ صحيحٌ"(التيسير بشرح الجامع الصغير ٢/ ٢٧١).