وهذا إسنادٌ رجاله ثقات إلا أنه منقطعٌ؛ أبو قتيبة -سَلْم بن قتيبة- لم يسمعْ من يحيى، بل لا يكادُ يدركه، وليس بمدلسٍ. فالظاهرُ أنه سقطَتْ من السندِ الواسطةُ بينهما.
وقد رواه الطبرانيُّ في (الأوسط ٢٢٠٩) عن أحمد بن عبد الكريم الزعفراني العسكري قال: نا الجراح بن مخلد قال: نا أبو قتيبة قال: نا هارون بن موسى النَّحْوي، عن يحيى بن أبي كثير، به، مختصرًا.
ورجالُ إسنادِهِ ثقات عدا شيخ الطبراني، فلم أجدْ له ترجمةً إلا أنه توبع:
تابعه مسكين بن بُكَيْر عن هارونَ به. ذكره الدارقطنيُّ في (العلل ١٣٩٣).
ومسكين بن بكير ((صدوقٌ يُخطئُ)) (التقريب ٦٦١٥).
فتبين من هذا أن الواسطة بينهما هارون بن موسى.
ولكنْ ذَكَر الدارقطنيُّ في (العلل ١٣٩٣) أن أبا قتيبة رواه عن هارون، عن معمر، عن يحيى. ولم نجدْه من هذا الوجهِ.
قلنا: وقد خالف الجميعَ:
علي بن المبارك، كما عند أحمد (٢٦٧٨٢)، وغيره.
وأبان بن يزيد العطار، كما عند أبي داود (١٩٤)، وأحمد (٢٦٧٧٣)، وغيرهما.
وحرب بن شداد، كما عند أحمد (٢٧٤٠٦)، وغيره.
فرواه ثلاثتهم (علي، وأبان، وحرب) عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن أبي سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ، أن أبا سفيانَ بنَ سعيدِ بنِ المغيرةِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، فَسَقَتْهُ قَدَحًا مِنْ سَوِيقٍ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ، فَقَالَتْ: