وقال ابن محرز: سمعتُ يحيى، وقال له عبد الله بن رومي أبو محمد اليمامي: أي شيء بلغني عن يحيى بن سعيد -يعني القطان-، أنه كان يتكلَّمُ في حديثِ ابنِ جُريجٍ، وابنِ أبي ذئبٍ، عن الزهريِّ؟ فقال يحيى بن معين، وأنا أسمع:"نعم، كان لا يوثقهما في الزهري"، فقال له عبد الله بن رومي اليمامي: ممَّ ذاك؟ قال:"كانوا يقولون: إن حديثهما إنما هو مناولة"(تاريخ ابن معين، رواية ابن محرز، ٦٢٤).
وقال النسائي في (الكنى): أخبرنا معاوية، سمعت يحيى بن معين يقول:"كان يحيى بن سعيد لا يرضى حديث ابن أبي ذئب وابن جريج عن الزهري ولا يقبله"(تهذيب التهذيب ٩/ ٣٠٦).
قلنا: وقد خالفه أصحاب الزهري الأثبات؛ كابن عيينة، والليث بن سعد، وغيرهما، عن الزهري بدون هذه الزيادةكما سبق.
بل جاء عن ابن جريج بموافقة الجماعة:
رواه أحمد (٢٥٦٤٦) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن عائشة، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، وَهُوَ جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ».
وهذه الرواية أولى لموافقتها الثقات في متنها، ونخشى أن تكون الأولى من أوهام الدبري راوي المصنف، فعنه أخذه ابن المنذر أيضًا، والله أعلم.