الوجه الثالث: رواه الضياءُ في (المنتقى من مسموعات مرو، ق ٣٨/ أ) من طريق أبي العباس الأصم، ثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد بن يعلى الأنصاري، ثنا عتبة بن السكن، عن عيسى، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالتْ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ وَهُوَ جُنُبٌ غَسَلَ يَدَيْهِ».
وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: عتبة بن السكن، قال الدارقطني:"متروكُ الحديثِ"(السنن ٣/ ١٥٣).
وذكر الدارقطنيُّ متابعات أُخر لعيسى بن يونس فقال:" ... ومسلم بن إبراهيم، وحفص بن عمر النجار، عن صالح عن الزهري، عن عروة، عن عائشة "(العلل ٣٦٣٦).
الوجه الرابع: ذكره أبو داود تعليقًا فقال: "ورواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، كما قال ابن المبارك، إلا أنه قال: عن عروة -أو: أبي سلمة-"، هكذا على الشك (السنن ١/ ٥٧، مع تحفة الأشراف ١٢/ ٣٦٦).
ولم نقفْ على هذا الوجه مسندًا، ولكن عزاه ابن رجب للإمام أحمد فقال:"ورواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي سلمة أو غيره -بالشك- عن عائشة، خرَّجه الإمام أحمد"(فتح الباري ١/ ٣٥٠).
قلنا: ومدار هذه الطرق على: صالح بن أبي الأخضر، قال ابن معين:"ليس بشيء في الزهري"(التاريخ برواية الدارمي ١١)، وقال ابن حجر:"ضعيفٌ يُعتبرُ به"(التقريب ٢٨٤٤).
ولذا ضَعَّفَ حديثَهُ هذا الإمام أحمد (فتح الباري لابن رجب ١/ ٣٥٠).