وهذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ؛ ولذا قال البزارُ:"وهذا الحديثُ قد رُوي عن ابنِ عمرَ، عن عمرَ من غيرِ وجهٍ، وهذا الإسنادُ من أحسنِ ما يُروى عن عمر من الطريق".
قلنا: غير أن قولَهُ في الإسنادِ: "عن عمر" وهمٌ إما من عبد الرزاق أو من الراوي عنه أو من البزار نفسه، فقد رواه عبد الرزاق نفسه في (المصنف) -وعنه الذهليُّ في (جزئه)، ومن طريقهما السمعاني في (المنتخب من معجم شيوخه) - عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر [أن عمر](١) سَأَلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أَنَامُ وَأَنَا جُنُبٌ؟ فقال:«تَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ» ... الحديث.
وكذا رواه هكذا الإمام أحمد في (المسند ٢٣٥)، وابن المنذر في (الأوسط ٥٩٣)، وعبد بن حميد في (المسند ٧٥٠)، وابن المقرئ في (المعجم ٢٣)، وأبو عوانة في (المستخرج ٨٦٢) على الصواب "أن عمر".
وقد أشارَ البزارُ إلى وجود خلافٍ في ذلك فقال:"وقد رواه بعضُ أصحاب الزهري، عن الزهري عن سالم، عن أبيه، أن عمر قال: يا رسول الله. ولم يقلْ عن عمرَ".
بينما جزمَ الدارقطنيُّ أن الصوابَ عن الزهريِّ قوله:"أن عمرَ" فقال -بعد ذِكرِ الخلافِ على عبد الله بن دينار في ذلك-: "وكذلك رواه الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، أن عمر ... ثم قال: "وهو المحفوظُ المضبوطُ" (العلل ١١٠).
فلم يلتفتْ إلى وجودِ خلافٍ في روايةِ الزهريِّ، إذ لو كان عنده لقالَ به.
(١) سقط من المصنف، والصحيح إثباتها، كما تقدَّم مرارًا.