للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويظهر أَنَّ اللفظ المذكور إنما هو طريق حماد بن واقد وحده، وحمل البغوي رواية الباقين على لفظه، فقد تقدم الحديث عند مسلم (٣٧٥) وغيره، من طريق حماد بن زيد وهشيم وابن عُلَيَّةَ به بلفظ الفعل، وليس الأمر.

وأما زكريا بن يحيى بن عمارة، فقد رواه أبو يعلى في (المسند ٣٩٣١) عن عبد الأعلى عنه به بلفظ الفعل كذلك.

فلم يبق إِلَّا طريق حماد بن واقد، وهذا اللفظ أليق به، فإنه "ضعيف" كما في (التقريب ١٥٠٨)، والحديث بلفظ الأمر غير محفوظ، الصواب أنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم من غير أمر، كما تقدم في الصحيحين وغيرهما من طريق الثقات الأثبات؛ [كشعبة، وحماد بن زيد، وابن عُلَيَّةَ، وهشيم بن بشير، وحماد بن سلمة، وعبد الوارث بن سعيد، وغيرهم] جميعًا: عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، من غير أمر.

* وقد وقفنا لابن واقد هذا على متابعة؛

أخرجها ابن الدبيثي في (ذيل تاريخ بغداد ٤/ ٢١): من طريق علي بن أحمد بن محمد بن بيان، قال: أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي ابن الصقر الكتاني، قال: حدثنا أحمد ابن عثمان الأدمي، قال: حدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: ... الحديث».

وهو منكر أيضًا من هذا الوجه؛ فقد تفرد به من هذا الوجه أبو قلابة وهو عبد الملك بن محمد الرقاشي، وقد قال عنه الدارقطني: "صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، لا يحتج بما ينفرد به، بلغني عن شيخنا