قوله:"إلى رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-": [يتعلّق](٤) بـ "اختصموا". وتعدّى بـ "إلى"، وإن كان "اختصم" لا يتعدّى بـ "إلى"؛ لأنّه ملْمُوح فيه معنى "تحاكَمُوا".
قوله:"فقال": يعني: "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-". "يعض أحدكم أخاه": حذف "همزة" الاستفهام، والأصل:"أيعض أحدكم؟ " على طريق الإنكار. وحُذفت، كما حذفت من قوله تعالى:{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ}[الشعراء: ٢٢]، [التقدير](٥): "أوتلك نعمة"، ومثل هذا كثير. (٦)
و"أحدكم": [الفاعل](٧)، و"أخاه" المفعول. ولو جَعَل الأوّل المفعول جاز، حتى يُقال:"أيعضّ أحدكم أخوه؟ ". أمّا لو قدّم الثاني وأخّر الأوّل لم يجز؛ لأنّ الضّمير لا يعُود على ما بعده لفظًا ورُتبة؛ إذ المفعول رُتبته التأخير.
فلو قُلت:"أيعضّ أخوه أحدكم" لم يجز؛ لما قدّمناه، إلّا على لُغة ضعيفة.
والفاعل والمفعول ينقسمان بالنّظر إلى التقديم والتأخير ثلاثة أقسام: -
قسم يجب فيه تقديم الفاعل. وقسم يجوز فيه الأمرَان.
فيجب تقديم الفاعل إذا كان ضميرًا مُتصلًا، نحو:"ضَربتُ زيدًا".
(١) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب). (٢) كشط بالأصل بقدر ثلاث كلمات. (٣) انظر: الكتاب لسيبويه (٢/ ٤٨)، (٣/ ٦٢٢). (٤) كشط بالأصل بقدر ثلاث كلمات، منها: "عليه وسلم". (٥) غير واضحة بالأصل. (٦) انظر: الجنى الداني (ص ٣٤)، توضيح المقاصد (٢/ ١٠٠٤). (٧) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).