قوله:"ثم أشْعَرَهَا": أي: "جَعَلَ لها شِعَارًا"، وهُو أنْ تُطعَن في [شِقّ](٣) سنامها الأيمَن أو الأيسَر حتى يَسيل [مِنْه](٤) دَم؛ ليُعْلَم أنّه هَدْي. (٥)
قوله:"أو قَلّدتها": يحتمل أنْ تكُون "أو" بمَعنى "الواو"، أي:"وقَلّدتها". ويحتمل أنْ تكُون "أو" للشّك، هَل وَقَع منه - صلى الله عليه وسلم - تقليد في تلك المرّة أو لا؟
ويحتمل أن يكُون الشّكّ من الرّاوي، فلما حَكَى حديثها شَكّ، وأسْنَد إليها بـ "تاء" التّأنيث؛ فقَال:"أو قَلّدَتْهَا"، بضَمير مُستتر يعُود عليها. والرّوايةُ تأبى ذَلك.
قوله:"ثُمَّ بَعَث بهَا": أي: "بَعَثَ بها إلى الهَدْى". وأنّث؛ لأنّه أرَادَ عَدَد جماعَة منْهَا.
[قَوله](٦): "إلى البَيْت": [جعل](٧) البَعْث بها إلى "البيت" كالآيَة في قوله تعالى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[الحج: ٣٣]؛ لأنّ الحرَم مُعَظّم لتعظيم البيت،
(١) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "معنى". (٢) انظر: تفسير ابن عطية (١/ ٢٦٧)، البحر المحيط لأبي حيان (٢/ ٢٣٣)، الإعلام لابن الملقن (٦/ ٢٦٩). (٣) بالنسخ: "منق". (٤) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "منها". وراجع: طلبة الطلبة (ص ٣٦)، وما يأتي من مصادر. (٥) انظر: تفسير القرطبي (٦/ ٣٨)، شرح النووي (٨/ ٢٢٨)، المنتقى شرح الموطأ (٢/ ٣١٣)، الإعلام لابن الملقن (٦، ٢٧١ وما بعدها)، مرعاة المفاتيح (٩/ ١٩٦)، كشف المشكل من حديث الصحيحين (٢/ ٤٦٧، ٤٦٨)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ٥٠٥)، الصحاح (٢/ ٦٩٩)، لسان العرب (٤/ ٤١٣). (٦) بموضعها بياض بالأصْل. والمثبت من (ب). (٧) كذا يظهر لي بالأصل. وفي (ب): "حمل".