والثانى: وبه قال أكثر البغداديين، وأبو حامد (١): هم محجوجون بالسمع وإن وصلوا الى معرفته بالعقل.
قال: وهذان الوجهان مبنيان على اختلاف وجهى أصحابنا فى التكليف هل اقترن بالعقل، أو تعقبه؟
فإن قلنا: اقترن بالعقل فهبم محجوجون بالعقل دون السمع.
وإن قلنا: تعقب العقل فهم محجوجون فى التوحيد بالسمع دون العقل.
* * *
(١) هو القاضى أحمد بن بشر بن عامر العامرى، حافظ أصولى متبحر. من شيوخه: أبو إسحاق. من تلاميذه: أبو حيان التوحيدى، وأبو إسحاق المهراق، وأبو فياض البصرى. من تآليفه: الأشراف على الأصول، والجامع الكبير فى الفقه، وشرح مختصر المزنى. توفى عام ٣٦٢ هـ. وفيات الأعيان ١/ ٥٢، طبقات السبكى ٣/ ١٢، ابن كثير ١١/ ٢٠٩، طبقات ابن هداية اللَّه ص ٨٦، وفؤاد سزكين ٢/ ١٨٧.