كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصداق - باب ما يستحب من إجابة من دعاه إلى طعام وإن لم يكن له سبب - ج: 15 - ص: 43

وأبو طَلحَةَ حَتَّى دَخَلا فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَلُمِّى يا أُمَّ سُلَيمٍ مما عِندَكِ". فأَتّته بذَلِكَ الخُبزِ. قال: فأَمَرَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ففُتَّ، وعَصرَت أُمُّ سُلَيمٍ عُكَّةً (١) لَها فأَدَمَتْه (٢) -يَعنِى الإدامَ- ثُمَّ قال فيه رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ما شاءَ اللَّهُ أن يَقولَ، ثُمَّ قال: "ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ". فأَذِنَ لَهُم، فأَكَلوا حَتَّى شَبِعوا ثُمَّ خَرَجوا، ثُمَّ قال: "ائْذَنْ لعَشَرَةٍ". فأَكَلوا (٣)، حَتَّى أكَلَ القَومُ كُلُّهُم وشَبِعوا، والقَومُ سَبعونَ أو ثَمانونَ (٤).

١٤٧٠٩ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ سَخْتُويَه، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ السَّلامِ، حدثنا يَحيَى بنُ يَحيَى قال: قَرأتُ على مالكٍ. فذَكَرَ الحديثَ بنَحوِه إلَّا أنَّه قال: ثُمَّ دَسَّته تَحتَ ثَوبِى ورَدَّتنِى ببَعضِهِ (٥). رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن إسماعيلَ بنِ أبى أُوَيسٍ، ورَواه مسلمٌ عن يَحيَى بنِ يَحيَى (٦).

ورَواه سَعدُ بنُ سعيدٍ عن أنَسِ بنِ مالكٍ -رضى اللَّه عنه- وزادَ فيه: قال: ثُمَّ هَيّأَها، فإِذا هِىَ مِثلُها حينَ أكَلوا مِنها (٧).

---

(١) العُكَّة: ما يوضع فيه السمن من ظروف الأدم. غريب الحديث لابن الجوزى ٢/ ١٢١.
(٢) أدمته: أى خلطته وجعلت فيه إدامًا يؤكل. النهاية ١/ ٣١.
(٣) فى س، ص ٨، م: "فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا".
(٤) مالك ٢/ ٩٢٧، ومن طريقه عبد بن حميد (١٢٣٦)، والبخارى (٣٥٧٨، ٦٦٨٨)، والترمذى (٣٦٣٠)، والنسائى فى الكبرى (٦٦١٧)، وابن حبان (٦٥٣٤).
(٥) المصنف فى الدلائل ٦/ ٨٨. وأخرجه أبو عوانة (٨٣٠٨) من طريق مالك به.
(٦) البخارى (٥٣٨١)، ومسلم (٢٠٤٠/ ١٤٢).
(٧) أخرجه أحمد (١٣٢٨٣)، ومسلم (٢٠٤٠/ ١٤٣).