وقال سبحانه -في آيات عديدة جاءت في النهي عن الطغيان " وهو غلو في الغي"(٣) - لبني إسرائيل: ﴿وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي﴾ [طه: ٨١]، وقوله عن فرعون وملئه في غير ما آية: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (٢٤)﴾ [النازعات: ١٧]، وقال عن الخاسر صاحب الجحيم: ﴿فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨)﴾ [النازعات: ٣٧ - ٣٨] الآية، وقال في آخر سورة هود: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٢)﴾ [هود: ١١٢].
وقال ﷺ:«اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به .... »(٤).
وفي حديث ابن عباس ﵄ قال: قال لي رسول الله ﷺ غداة العقبة وهو على ناقته: «القط لي حصى»، فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخذف، فجعل ينفضهن في كفه ويقول:«أمثال هؤلاء فارموا، ثم قال: يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين؛ فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»(٥).
(١) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، برقم: ٦٥٦١، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب أهون أهل النار عذابا، برقم: ٢١. (٢) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم: ١/ ٢٨٩، ومجموع الفتاوى: ٣/ ٣٦٢، وفتح الباري: ١٣/ ٢٨٧، وتيسير العزيز الحميد: ٢٥٦. (٣) انظر: مفردات غريب القرآن: ٥٢٠، ولسان العرب: ١٥/ ٧، والقاموس المحيط: ١٣٠٧. (٤) مسند أحمد، برقم: ١٥٥٢٩. وقال محققو الكتاب: حديث صحيح. (٥) سنن ابن ماجه، كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي، برقم: ٣٠٢٩، ومسند أحمد، برقم: ٢٧١٣١، ٢٧١٣٢. وقال محققو الكتاب: حسن لغيره. وانظر: صحيح سنن ابن ماجه، برقم: ٣٠٢٩.