- قوله - صلى الله عليه وسلم -: (تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت)(١).
وجه الاستدلال به:
أن الحديث صريح في نفي رؤية الله تعالى في الدنيا، وقد خاطب به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه، فإذا كانت الرؤية الدنيوية منتفية في حقهم فغيرهم من باب أولى (٢).
وأما الأدلة العقلية:
" ... لم نر الله في الدنيا لعجزنا عن ذلك وضعفنا كما لا نستطيع التحديق في شعاع الشمس، بل كما لا تطيق الخفاش أن تراها، لا لامتناع رؤيتها، بل لضعف بصره وعجزه ... "(٣).
أما رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لله - عز وجل - ليلة المعراج:
فقد اختلفت أقوال السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه ليلة المعراج، وهي في مجملها على ثلاثة أضرب:
الأول: أقوال تثبت الرؤية مطلقاً.
الثاني: أقوال تنفي الرؤية مطلقاً.
الثالث: أقوال تقيد الرؤية القلبية لا البصرية.
(١) أخرجه مسلم، كتاب الفتن، باب ذكر ابن صياد (٤/ ٢٢٤٥) برقم (٢٩٣١) من حديث بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - به. (٢) ينظر فتح الباري (١٣/ ٦٩). (٣) بيان تلبيس الجهمية (١/ ٣٥٧ - ٣٥٨)، وينظر: مجموع الفتاوى (٦/ ١٣٦).