التعطيل في اللغة: مأخوذ من العطل الذي هو الخلو والفراغ والترك؛ ومنه قوله تعالى:{وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} الحج: ٤٥، أي تركها أهلها وأهملوا ورودها، ومنه:"جيد عاطل" أي خال من الزينة (٢).
وفي الاصطلاح: هو تخلية الله من صفاته؛ أي نفي صفاته سبحانه وإنكار قيامها بذاته جل شأنه (٣).
أقسام التعطيل:
من أهل العلم من قسم التعطيل إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: إنكار الأسماء والصفات كمذهب جهم.
القسم الثاني: إنكار الصفات وإثبات الأسماء كطريقة أهل الاعتزال.
القسم الثالث: إثبات الأسماء وبعض الصفات كمذهب الكلابية والأشاعرة.
القسم الرابع: وصف الله بسلب النقيضين وهو مذهب الباطنية الملاحدة الذين قالوا: لا موجود ولا معدوم، ولا حي ولا ميت (٤).
ولابن القيم - رحمه الله - تقسيم آخر ينظر فيه إلى لفظ التعطيل نظرة شمولية لا تقتصر على توحيد الأسماء والصفات بل تشمل التعطيل في أنواع التوحيد كلها، قال - رحمه الله -:
التعطيل ثلاثة أقسام:
الأول: تعطيل المصنوع من صانعه، كتعطيل الفلاسفة الذين زعموا قدم هذه المخلوقات وأنها تتصرف بطبيعتها، وكتعطيل الدهرية القائلين:{وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} الجاثية: ٢٤، وتعطيل الشيوعين القائلين لا إله والحياة مادة.
الثاني: تعطيل الصانع من كماله المقدس بتعطيله من أسمائه وصفاته؛ كتعطيل الجهمية.
(١) ينظر: مجموعة ملفات الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - (١٤٦ - ١٤٧). (٢) ينظر: لسان العرب (١١/ ٤٥٣)، الصحاح (٥/ ١٧٦٧). (٣) ينظر: بدائع الفوائد (١/ ١٦٩)، التنبيهات السنية (ص ٢٣). (٤) ينظر: التدمرية لشيخ الإسلام في معرض رده على هذه الطوائف، ونواقض توحيد الأسماء والصفات (ص ٣٨).