وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يطوي الله - عز وجل - السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأراضين بشماله ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟)(٢).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:(يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة ...)(٣).
إذن فاليمين صفة ذاتية لله تعالى، وهي على ما يليق به سبحانه، شأنها شأن بقية الصفات الإلهية الثابتة بالكتاب والسنة (٤).
٣ - صفة الإرادة والمشيئة لله - عز وجل -:
ذكر الشيخ - رحمه الله -: "أنه لا يكون من الله فعل إلا بإرادته"(٥)، مستدلاً على عموم إرادة الله سبحانه بقوله تعالى:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} الصف: ٥، "وأن الله لا يريد كوناً ولا شرعاً أن يظلم عباده لقوله:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} النساء: ٤٠،ولقوله في
(١) ينظر: مجموع الفتاوى (٢/ ١٣٨)، النهج الأسمى لمحمد النجدي (٣/ ١٣٣ - ١٣٤)، أضواء البيان للشنقيطي (٧/ ٢١٢، ٢٨٧). (٢) أخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم باب ... برقم (٢٧٨٨)، وأخرجه البخاري معلقاً في كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ص: ٧٥، برقم (٧٤١٣) من حديث عمر بن حمزة بن عمر بن الخطاب. (٣) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ} الأنعام: ١٩، برقم (٧٤١٩)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف برقم (٩٩٣). (٤) ينظر: رد الدارمي على بشر المريسي (٢/ ٦٩٨)، التوحيد لابن خزيمة (١/ ١٥٩)، التوحيد لابن مندة (٣/ ١٦)، إبطال التأويلات لأبي يعلى (١/ ١٧٦). (٥) تفسير الجلالين (ص ٨٠).