وأخذ النضر عظما نخرا، فسحقه ونفخه، وقال: من يحيي هذا يا محمد؟
فنزلت فيه:«وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم؟»(٢) وما بعد ذلك. ويقال: إن أبي بن خلف صاحب العظم.
٢٩٩ - قالوا: فلما كان يوم بدر، أسر المقداد بن عمرو- وهو الذي ينسب إلى ربيبه الأسود بن عبد يغوث الزهري- النضر بن الحارث، وجاء به إلى رسول الله ﷺ. فأمر عليا ﵇ بضرب عنقه. فقال المقداد: أسيرى يا رسول الله؟ فقال رسول الله ﷺ: إنه كان يقول في كتاب الله وفي رسوله ما يقول. ثم قال: اللهم أغن المقداد من فضلك.
٣٠٠ - وقال النضر، وقد جيئ به أسيرا، لرجل إلى جنبه:«محمد والله قاتلى.
لقد نظر إلي بعينين فيهما الموت.» وقال لمصعب بن عمير: «يا مصعب أنت أقرب من ههنا إلي وأمسهم رحما بي. فكلم صاحبك في أن يجعلني كرجل من أصحابي».
فقال له: إنك كنت تقول كذا وتفعل كذا. فقال: يا مصعب، ليس هذا الحين عتاب، فسله أن يجعلني كرجل من أصحابى، فلو أسرتك قريش لدافعت عنك. فقال مصعب:«أنت صادق، ولست مثلك. إن الإسلام قد قطع العهود بيننا وبينكم».
٣٠١ - حدثني عبد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال:
أسر المقداد يوم بدر النضر بن الحارث. فلما أراد رسول الله ﷺ قتله، قال له المقداد: يا رسول الله، أسيري؟ فقال رسول الله ﷺ: إنه كان يقول في الله ورسوله ما يقول، وقرأ:
«وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا» الآية (٣). ثم قتله صبرا. وقال: