كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب مرض النبي ﷺ ووفاته - حديث: أن أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل - ج: 3 - ص: 716

٤٤٥٢ - ٤٤٥٣ - ٤٤٥٤ - حدَّثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عن عُقَيْلٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، قالَ: أخبرني أَبُو سَلَمَةَ:

أَنَّ عَائِشَةَ

أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ﵁ أَقْبَلَ على فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ (١)، حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ على عَائِشَةَ، فَتَيَمَّمَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وهو مُغَشًّى بِثَوْبِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عن وَجْهِهِ ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ قالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي (٢)، وَاللَّهِ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا. قالَ الزُّهْرِيُّ (٣): وَحَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ (٤): أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ (٥) يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَقالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ. فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ (٦) وَتَرَكُوا عُمَرَ، فقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ، مَنْ (٧) كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا ﷺ (٨) فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ

⦗٧١٧⦘

كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قالَ اللَّهُ: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤]. وَقالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا منه النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا يَتْلُوهَا. فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ (٩): أَنَّ عُمَرَ قالَ: وَاللَّهِ (١٠) ما هو إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَعَقِرْتُ (١١)، حَتَّى ما تُقِلُّنِي رِجْلَايَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ إلى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا؛ عَلِمْتُ (١٢) أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَدْ مَاتَ.

---

(١) بهامش اليونينية: «السُّنُح» بضم السين المهملة والنون وآخره حاء [في (ن): وآخر حاء] مهملة، قاله الحافظ أبو عبيد، وقال الحافظ الحازمي كذلك، قال: ويقال بسكون النون، وقال الحافظ اليحصبي: كان أبو ذر يقوله بالسكون.
(٢) في رواية أبي ذر: «بأبي وأمي أنت».
(٣) قوله: «قال الزهري» ليس في رواية أبي ذر.
(٤) في رواية أبي ذر: «عن ابن عباس».
(٥) في رواية أبي ذر زيادة: «بنُ الخطاب».
(٦) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «عليه».
(٧) في رواية أبي ذر والأصيلي: «فمن».
(٨) قوله: «ﷺ» ليس في رواية أبي ذر (و، ب، ص).
(٩) في رواية أبي ذر: «فأخبرني ابن المسيب».
(١٠) قوله: «والله» ليس في رواية أبي ذر.
(١١) في رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمُستملي: «فَعُقِرْتُ»، وفي رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَقُعِرْتُ». قال في الفتح: وهو خطأ والصواب الأول. وبهامش اليونينية كما في (ب، ص): قال الحافظ أبو ذر: فعَقرتُ بفتح العين وكسر القاف وسكون الراء المهملة، كما في الأصل تراه، وهو بمعنى: دَهِشْتُ. اهـ.
(١٢) قوله: «عَلِمْتُ» ثابت في رواية أبي ذر. وهو مهمش في (ب، ص).