فالصواب فيه: أنَّه منصوب على الظرف، فإنَّ "عاليًا" لمَّا كان بمعنى فوق أُجْريَ مجراهُ، قال أبو علي: وهذا الوجه أبين (١) ، وهو أنَّ "عاليًا" صفة، فجُعِلَ ظرفًا كما كان قوله:{وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}[الأنفال: ٤٢] كذلك، وكما قالوا: هو ناحية من الدار.
وأمَّا من رفع {عَالِيَهُمْ} فعلى الابتداء، و {ثِيَابُ سُنْدُسٍ}: خبره، ولا يمنع من هذا إفراد عالٍ، وجمع الثياب؛ فإنَّ فاعلًا قد يُراد به الكثرة، كما قال:
ومَنْ جرَّ أجراه (٤) صفةً للسندس على إرادة الجنس، كما يقال: أهلك النَّاس الدينار الصُّفْر، والدرهم (٥) البيض.
(١) في "أ": "بيِّن". (٢) نقله الفراء عن المفضَّل الضَّبِّي كما في رسالة "الصاهل والشاحج" لأبي العلاء المعري ص (٤٤٠). (٣) في "أ": "صفة". (٤) قوله "ومن جر: أجراه" في "أ" "ومن جرَّاه"، وفي "ج، هـ": "ومن جَرَى مجراه". (٥) في "ج، هـ": "الدراهم"، وتلك المقولة لم أقف عليها.