قال السيوطي - رحمه الله -: «والمعنى أن الله أهلك أصحاب الفيل لإيلاف قريش»(١).
وقيل:«حَبَسْنَا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله؛ {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}؛ أي: لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين»(٢).
وقيل:«كأنه قال سبحانه: أهلكتُ أصحاب الفيل لأجل تَأَلُّف قريش»(٣).
قال الفراء (٤): «هذه السورة متصلة بالسورة الأولى؛ لأنه ذكر سبحانه أهل مكة بعظيم نعمته عليهم فيما فعل بالحبشة، ثم قال:{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}؛ أي: فعلنا ذلك بأصحاب الفيل نعمة منا على قريش، وذلك أن قريشًا كانت تخرج في تجارتها فلا يُغَار عليها في الجاهلية، يقولون: هم أهل بيت الله - عز وجل -، حتى جاء صاحب الفيل ليهدم الكعبة ويأخذ حجارتها فيبني بها بيتًا في اليمن يحج الناس إليه، فأهلكهم الله - عز وجل -، فَذَكَّرَهم نعمته؛ أي: فعل ذلك لإيلاف قريش؛ أي: ليألفوا الخروج ولا يُجترأ عليهم»، وذكر نحو هذا ابن قتيبة.
قال الزجاج:«والمعنى: فجعلهم كعصف مأكول لإلف قريش؛ أي: أهلك الله أصحاب الفيل؛ لتبقى قريش وما قد ألفوا من رحلة الشتاء والصيف»(٥).
وقال في الكشاف:«إن اللام متعلق بقوله: {فَلْيَعْبُدُوا} أمرهم أن يعبدوه؛ لأجل إيلافهم الرحلتين»(٦).
(١) معترك الأقران (٣/ ٣٦٧)، وانظر: البرهان في تناسب سور القرآن (ص ٢١٨)، نظم الدرر (٢٢/ ٢٥٩ - ٢٦٠). (٢) تفسير ابن كثير (٨/ ٤٩١). (٣) فتح القدير للشوكاني (٥/ ٦٠٨). (٤) انظر: معاني القرآن للفراء (٣/ ٢٩٣). (٥) معاني القرآن للزجاج (٥/ ٣٦٥). (٦) الكشاف (٤/ ٨٠٠) بتصرف يسير.