قال الشنقيطي - رحمه الله -: «الآية ونحوها من جميع آيات اتخاذهم العِجْل إلهًا فإن المفعول الثاني محذوف في جميعها، وتقديره: اتخذتم العِجْل إلهًا، ونكتة حذفه دائمًا: التنبيه على أنه لاينبغي أن يُتلفظ بأن عِجْلًا مُصْطَنعًا إله، وقد أشار إلى هذا المفعول في طه بقوله: {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (٨٨)} (طه)» (٢).
(١) التقدير: المُشار إليه في هذا المبحث: هو ما ينويه المتكلم من الألفاظ في كلامه مما لم يُصَرِّح به.
والحذف: يطلق في اصطلاح العلوم العربية على إسقاط خاص ... والأنسب باصطلاح النحاة وأهل المعاني والبيان: أنه إسقاط حركة، أو كلمة، أو أكثر، أو أقل، وقد يَصير به الكلام المساوي مُوجَزًا. كشاف اصطلاحات الفنون (١/ ٦٣١ - ٦٣٢). وقد عَرَّفه بعضهم بقوله: «هو إسقاط جُزْء الكلام، أو كله لدليل». البرهان للزركشي (٣/ ١٠٢). والزيادة: تطلق على الكلمة التي وجودها وعدمها لا يخل بالمعنى الأصلي، وإن كان لها فائدة أخرى؛ ومنه ما يسمى بـ (حروف الزيادة). انظر: كشاف اصطلاحات الفنون (١/ ٩٠٢). (٢) انظر: العذب النمير (١/ ٩١ - ٩٢)، وانظر أيضًا: (٤/ ١٦٦ - ١٦٧).