قال ابن القيم - رحمه الله -: «فتأمل كيف عَدَّى فِعْل الإرادة هاهنا بالباء، ولا يُقال: أردت بكذا إلا لما ضُمِّن معنى فِعْل «هَمَّ» فإنه يُقَال: هَممت بكذا، فتوعد مَن هَمَّ بأن يظلم فيه بأن يُذِيقه العذاب الأليم» (١). ٤ - قال تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤)} (سبأ).
قال الزركشي - رحمه الله -: «فاستُعمِلَت {لَعَلَى} في جانب الحقِّ، و {فِي} في جانب الباطل؛ لأنَّ صاحبَ الحقِّ كأنَّه مُستَعْلٍ يَرقُبُ نَظَرُه كيف شاء، ظاهرَةٌ له الأشياء، وصاحبُ الباطلِ كأنَّه مُنغمِسٌ في ظلامٍ ولا يَدري أين تَوجَّه! »(٢).
قال ابن تيمية - رحمه الله -: «فإنَّه لو قيل: يَشرب منها لم تَدل على الرِّي، فَضُمِّنَ (يشرب) معنى (يَروى)، فقيل:{يَشْرَبُ بِهَا}، فأفاد ذلك أنَّه شُربٌ يَحصلُ معهُ الرِّيُّ» (٣).
(١) زاد المعاد (١/ ٥١ - ٥٢). (٢) البرهان (٤/ ١٧٥). (٣) مجموع الفتاوى (٢١/ ١٢٣).