قال الشنقيطي - رحمه الله -: «قوله في (الأنبياء): {وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}، مع قوله في (ص): {وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ}؛ فيه الدلالة الواضحة على أن أصحاب العقول السليمة من شوائب الاختلال، هم الذين يعبدون الله وحده ويطيعونه. وهذا يؤيد قول من قال من أهل العلم: إن من أوصى بشيء من ماله لأعقل الناس؛ أن تلك الوصية تُصْرَف لأتقى الناس وأشدهم طاعة لله تعالى؛ لأنهم هم أولو الألباب؛ أي: العقول الصحيحة السالمة من الاختلال» (١).
قال ابن حزم - رحمه الله -: «فجاء النص أن من صَحِبَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد وعده الله تعالى الحسنى، وقد نص الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}(آل عمران: ٩)» (٢).
٦ - قال الإمام سفيان بن عيينة - رحمه الله -: «إني قرأت القرآن، فوجدت صفة سليمان - عليه السلام - مع العافية التي كان فيها:{نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}(ص: ٣٠)، ووجدت صفة أيوب - عليه السلام - مع البلاء الذي كان فيه:{نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}(ص: ٤٤)، فاستوت الصفتان؛ وهذا مُعَافى، وهذا مُبتلى، فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر، فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحبَّ إلي من البلاء مع الصبر» (٣).