في هذه الآيات أدب من آداب الدعاء، وهو نُبْل الغاية، وشَرَف المقصد، وقريب منه قوله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اشْفِ عبدك فلانًا؛ يَنْكَأ لك عدوًّا، ويمشي لك إلى صلاة»(١)(٢).
٣٠ - «ومن أعجب ما ظاهره الرجاء وهو شديد التخويف، قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (٨٢)} (طه)، فإنه عَلَّق المغفرة على أربعة شروط، يَبْعُد تصحيحها» (٣).
قال السعدي - رحمه الله -: «وهذه الآية مِصْداقها ما وقع؛ فإن المؤمنين بالرسول الذين تَذَكَّروا بالقرآن، من الصحابة فمن بعدهم حصل لهم من الرِّفْعَة والعلو الباهر والصِّيت العظيم والشرف على الملوك ما هو أمر معلوم لكل أحد، كما أنه معلوم ما حصل لمن لم يرفع بهذا القرآن رأسًا، ولم يهتد به ويَتَزَكّ به من المقت والضَّعَة والتَّدْسِية والشقاوة، فلا سبيل إلى سعادة الدنيا والآخرة إلا بالتذكر بهذا الكتاب»(٤).
(١) أخرجه أبو داود في سننه (٣١٠٧)، قال الألباني في الصحيحة: (حديث حسن). (٢) ليدبروا آياته (١/ ١٥٠). (٣) مختصر منهاج القاصدين (ص ٣٠٨). (٤) تفسير السعدي (ص ٥١٩).