قال ابن كثير - رحمه الله -: «قالت في مُنَاجَاتها: {رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}؛ تقول: كيف يُوجَد هذا الولد مني وأنا لست بذات زوج ولا من عَزْمي أن أتزوج، ولست بغيًّا؟ حاشا لله. فقال لها الملَكُ -عن الله - عز وجل - في جواب هذا السؤال:{كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ}؛ أي: هكذا أَمْر الله عظيم، لا يُعجِزُه شيء. وصَرَّح ها هنا بقوله:{يَخْلُقُ} ولم يقل: (يَفْعَلُ) كما في قصة زكريا، بل نَصَّ ها هنا على أنه يخلُقُ؛ لئلا يُبقي شُبهة، وأَكَّد ذلك بقوله:{إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}» (١).
قال ابن كثير - رحمه الله -: «أي: ولا تَقتلوهم من فَقْرِكُمُ الحاصل. وقال في سورة (سُبْحَانَ): {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}؛ أي: خشية حصول فَقْرٍ في الآجل؛ ولهذا قال هُناك:{نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}، فبدأ برزقهم؛ لِلاهتمام بهم؛ أي: لا تخافوا من فقركم بسببهم، فرزقهم على الله» (٢).