ففي الآية الأولى قال:{فَلَا تَقْرَبُوهَا}، وفي الثانية قال:{فَلَا تَعْتَدُوهَا}، فما وجه ذلك؟
قال السيوطي - رحمه الله -: «لأنَّ الأولَى وردت بعد نَوَاهٍ فناسب النهي عن قُربانِها، والثانية بعد أوامر فناسب النهي عن تعدِّيها وتجاوزها بِأن يُوقَف عندها»(١).
قال ابن عثيمين - رحمه الله -: «قوله تعالى: {فَلَا تَعْتَدُوهَا}؛ أي: لا تتجاوزوها، وقال العلماء: إذا كانت الحدود مما يجب فعله قال تعالى: {فَلَا تَعْتَدُوهَا}؛ وأما إذا كانت الحدود من المحرمات فإنه تعالى يقول:{فَلَا تَقْرَبُوهَا}»(٢).
قال ابن القيم - رحمه الله -: «تأمل كيف جَرَّد الخبر هنا عن الفاءِ فقال: {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}(البقرة: ٢٦٢)، وقَرَنه بالفاءِ في قوله تعالى:{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}(البقرة: ٢٧٤)،
(١) الإتقان في علوم القرآن (٣/ ٣٩٤). (٢) تفسير القرآن الكريم (البقرة) للعثيمين (٣/ ١٠٩).