وقال - رحمه الله - في موضع آخر: «وتأمل كيف قال: {بِنُورِهِمْ} ولم يقل: (بضوئهم)، مع قوله:{فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ}؛ لأن الضوء هو زيادة في النور، فلو قال:(ذهب الله بضوئهم)، لأوهم الذهاب بالزيادة فقط دون الأصل، فلما كان النور أصل الضوء كان الذهاب به ذهابًا بالشيء وزيادته» (١).
٢ - قال تعالى:{فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ}(البقرة: ١٩).
قال ابن جماعة - رحمه الله - في بيان وجه جمع الظلمات، وإفراد الرعد والبرق:«جوابه: أن المُقْتَضي للرعد والبرق واحد، وهو: السحاب، والمُقْتَضي للظُّلْمَة مُتَعَدِّد وهو: الليل والسحاب والمطر؛ فجمع لذلك»(٢).
قال الأصفهاني - رحمه الله -: «إن قيل: لم ذكر الكتابة دون القول؟ قيل: لمّا كانت الكتابة مُتَضَمِّنة للقول وزائدة عليه؛ إذ هو كذب باللسان واليد، صار أبلغ؛ لأن كلام اليد يبقى رسمه، والقول يضمحل أثره»(٣).