قال أبو عمر (١) سماع أبى ادريس من معاذ بن جبل صحيع من رواية أبى حازم (٢) وغيره. ولعل رواية الزهرى عنه أنه قال: وفاتنى معاذ أراد في معنى من المعانى، وأما لقاؤه لمعاذ وسماعه منه فصحيح غير مدفوع وقد سئل الوليد بن مسلم (٣) وكان من العلماء بأيام أهل الشام - هل لقى أبو ادريس الخولانى معاذ ابن جبل؟ فقال (٤): نعم أدرك معاذ بن جبل، وأبا عبيدة بن الجراح وهو ابن عشر سنين. (ولد أيام غزوة حنين)(٥) سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ذلك.
قال أبو عمر:(من أدرك حنينًا)(٦) فقد أدرك معاذ (لأن معاذ مات في طاعون عمواس (٧) سنة ثمان عشرة) (٨).
= فإذا فتى شاب برّاق الثنايا، وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شئ اسندوا إليه، وصدروا عن قوله. فسألت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل. . . الحديث وفيه قال معاذ: انى سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "قال اللَّه تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابيّن فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ". (١) يذكر الذهبى في تذكرة الحفاظ (١/ ٥٦)، وابن حجر في التهذيب (٥/ ٨٦) قالا: "قال ابن عبد البر: سماع أبى إدريس من معاذ. . الخ. (٢) أبو حازم يأتى في (٥٩٩). (٣) دمشقى، ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة. التقريب (٢/ ٣٣٦). (٤) تاريخ دمشق (٥/ ٤٨٢). (٥) العبارة غير واضحة في الأصل، والمثبت عن التهذيب (٥/ ٨٦)، وتاريخ دمشق (٥/ ل ٤٨٠). (٦) و (٧) غير واضح في الأصل. وهكذا السياق. وانظر تاريخ دمشق (٥/ ل ٤٨٠) وقال ابن عساكر: قال أبو زرعة: فإذا كان مولد أبى إدريس عام حنين وهى سنة ثمان من التاريخ، فكان أبو إدريس لوفاة معاذ بن جبل ابن عشر سنين أو أقل. اهـ. (٨) عِمَوِاس: رواه الزمخشرى بكسر أوله، كسر ثانية، وغيره بفتح أوله وثانية وسين مهملة آخره، كورة من فلسطين قرب بيت المقدس، وهى ضيعة جليلة على =