واختلف قول مالك في الطلاق بالنية، وإن أصبح ينوي الفطر ولم يأكل، فشك ابن القاسم في الكفارة، وقال أشهب: القضاء استحسان بلا كفارة (١).
فصل:
قوله:"فكلاهما في النار"(كلا) عند البصريين في تأكيد (الأمرين)(٢) نظير (كل) في المجموع، وهو اسم مفرد غير مبني (٣).
وخالف فيه الفراء فقال (٤): إنه مبني، وهو مأخوذ من كل، وخففت اللام وزيد الألف للتثنية، وضعفه البصريون؛ لأنه لو كان مبنيًا لوجب أن تنقلب ألفه في النصب والجر مع الاسم الظاهر في قولك: رأيت
(١) انظر: "النوادر والزيادات" ٢/ ١٥ - ١٦. (٢) في (ص ١): الاثنين. (٣) يرى البصريون أن (كلا) فيها إفرادٌ لفظيٌّ وتثنية معنوية، بينما يرى الكوفيون أن فيها تثنية لفظية ومعنوية، وأصل (كلا) عندهم -أعني الكوفيين- (كل) فخففت اللام وزيدت الألف للتثنية. وأصل الألف عند البصريين كألف (عصا ورحا). انظر: "الإنصاف" لابن الأنباري ص ٣٥٥ - ٣٦١، "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٤٢، "المقتضب" ٣/ ٢٤١. (٤) "معاني القرآن" ٢/ ١٤٢.