اللغة، وقال سعيد بن جبير: يخرجون من قبورهم يقولون: سبحانك وبحمدك، فهو قوله:{فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ}(١)، وقال قتادة: يقول: بمعرفته وطاعته يوم القيامة (٢)، ومعنى هذا أنهم إذا أجابوا بالتسبيح والتحميد كان ذلك معرفة منهم وطاعة، ولكنه لا ينفعهم الحمد.
وقال أبو إسحاق: يستجيبون مقرّين بأنه خالقهم (٣)، وهذا معنى قول قتادة.
قال أهل المعاني: تستجيبون بحمده: تستجيبون حامدين (٤)، كما تقول: جاء بغضبه، أي: جاء غضبان، وخرج زيد بثيابه، وركب الأمير بسيفه، أي: وسيفه معه (٥).
وقوله تعالى:{وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا} قال ابن عباس في رواية
(١) ورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١١١ أ، بنحوه، انظر: "تفسير الزمخشري" ٢/ ٣٦٤، و"ابن الجوزي" ٥/ ٤٥، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٣٩ وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) أخرجه "الطبري" ١٥/ ١٠١ بنصه، وورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١١١ أبنصه، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٤٠ وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم. (٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٤٥ بنصه. (٤) وقد ذكر الزمخشري (٢/ ٣٦٣) هذا القول وزاده بيانًا فقال: (بحمده) حال منهم؛ أي حامدين، وهي مبالغة في انقيادهم للبعث، كقولك لمن تأمره بركوب ما يشق عليه فيتأبى ويمتنع: ستركبه وأنت حامد شاكر، يعني أنك تُحمل عليه وتُقسر قسرًا، حتى أنك تلين لين المسمح الراغب الحامد عليه. وإلى هذا القول نحا "أبو حيان" ٦/ ٤٧ أيضًا. (٥) ورد في "تفسر الطوسي" ٦/ ٤٨٩ بنصه تقريبًا، انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٢٢٧.