قال أبو علي: زعم قطرب أن هذا لغة في بني يربوع (٣)؛ يزيدون على ياء (الإضافة ياء)(٤) وأنشد:
ماضٍ إذا ما هَمَّ بالمُضِىّ (٥) ... قال لَهَا هل لكِ يا تا فيِّ
قال: ووجه ذلك من القياس أن الياء ليست تخْلُو من أن تكون في موضع نصب أو جر، فالياء في النصب والجر كالهاء فيهما، وكالكاف في: أكبر منك (٦)، وهذا لك، فكما أن الهاء قد لحقتها الزيادة (٧) في قولك: هذا الشيء لَهُو، وضَرَبَهُو، ولحق الكاف أيضًا الزيادة (٨) في قول من قال: أعْطيْتُكاه وأعطيْتُكِيه، فيما حكاه سيبويه (٩) وهما أختا الياء، وكما لحقت
= البيت للعجلي بأنه رأه في كتابه انظر: "إبراز المعاني" ٣/ ٢٩٥، فواعجباً من دعوى الزجاج في استجهال هذا العَلَم. (١) بلى هو مما يحتج به لتعضيد ثبوت قراءة متواترة تعرضت للإنكار. (٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٥٩، نقله بتصرف. (٣) هم أبناء يربوع بن حنظلة بن مالك، من العدنانية، وبنوه: رياح، وثعلبة، والحارث، وعمرو، وصُبَير، كانوا يُسمَّون الأحمال وبنوه: كُليب، وغُدَانة، والعَنبر سُمُّوا العقداء؛ لأنهم تعاقدوا على أخيهم رياح، وصار الأحمال مع بني رياح. انظر: "الاشتقاق" ص ٢٢١، و"جمهرة أنساب العرب" ص ٢٢٨، ٤٦٧، و"نهاية الأرب" ص ٣٩٨. (٤) ففي هذه اللغة ينطقون (فيَّ) هكذا (فِيِيّ) "المُوضح في وجوه القراءات" ٢/ ٧١٠، وما بين القوسين ساقط من (د). (٥) في جميع النسخ (بالمرضي) والتصويب من المصدر. (٦) في (أ)، (د): (أكرمتك)، والمثبت من (ش)، (ع)، وهو موافق للمصدر. (٧) وهي الواو. (٨) وهي الألف والياء. (٩) "الكتاب" ٤/ ٢٠٠، وأمثلته مختلفة؛ فقد مثَل للمؤنث بـ: أُعْطِيكيها وأُعْطيكيه، وللمذكر بـ: أُعْطيكَاهُ وأُعْطيكَاها.