وقال أبو إسحاق: أي جمعهم الله في حشرهم فاجتمع التابع والمتبوع (٢)، {فَقَالَ الضُّعَفَاءُ} وهم الأتباع، {لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} قال ابن عباس: يريد الأتباع لأكابرهم الذين استكبروا عن عبادة الله (٣)، {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ} أي: في الدنيا {لَكُمْ تَبَعًا}، قال الفراء وأبو عبيدة وجميع أهل العربية: التَّبَعُ جمع تابع مثل: خادم وخَدَم، وغائب وغَيَب، ونافر ونفَر، وحارس وحَرَس، وراصد ورَصَد (٤).
قال الزجاج: وجائز أن يكون مَصْدرًا سُمَّي به، أي: كنا ذوي تبع (٥).
{فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} قال ابن عباس: فهل أنتم دافعون عنا من عذاب الله) (٦)، {قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} يريدون أنهم إنما دعوهم إلى الضلال؛ لأن الله تعالى أضلهم ولم يهدهم، فدعوا أتباعهم إلى ما كانوا عليه من الضلال، ولو هداهم الله لدعوهم إلى الهدى، هذا
(١) انظر: "تفسير القرطبي" ٩/ ٣٥٥. (٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٥٨ بنصه. (٣) ورد بنصه غير منسوب في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣١٦. (٤) "مجاز القرآن" ١/ ٣٣٩، مختصراً، ولم أجده في معاني القرآن للفراء،، وورد بنحوه في "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٥٨، و"تفسير الثعلبي" ٧/ ١٤٩ ب. وانظر: "المحكم" (تبع) ٢/ ٤٢، و"تفسير الزمخشري" ٢/ ٢٩٨، وابن الجوزي" ٤/ ٣٥٦، والفخر الرازي ١٩/ ١٠٨، و"الفريد في الإعراب" ٣/ ١٥٧، و"اللسان" (تبع) ١/ ٤١٦، و"الدر المصون" ٧/ ٨٥، و"التاج" (تبع) ١١/ ٣٧. (٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٥٨ بنصه، وانظرت "الفريد في الإعراب" ٣/ ١٥٧. (٦) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣١٦ بنصه غير منسوب، وما بين القوسين ساقط من (د).