وقال مجاهد وقتادة: يعني الرسلُ استنصروا الله، ودعوا على قومهم بالعذاب لمّا يئسوا من إيمانهم (٢)، كما قال نوح:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ}[نوح: ٢٦]، وقول موسى:{رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} الآية. [يونس: ٨٨]، وقال لوط:{انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ}[العنكبوت: ٣٠]، وهذا المعنى اختيار أبي إسحاق؛ قال: سألوا الله أن يفتح عليهم، أي (٣) ينصرهم، وكل نصر فهو فتح (٤).
وقال ابن زيد استَقْضَوا (٥)، وهو قول مقاتل؛ قال: يعني الأمم؛ وذلك أنهم قالوا: اللهم إن كان هؤلاء الرسل صادقين فعذِّبنا، شكًّا منهم في صدقهم (٦)، كقوله:{ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}[العنكبوت: ٢٩].
(١) ورد في "تفسير مقاتل" ١/ ١٩٢ أ، بلفظه، و"الثعلبي" ٧/ ١٤٧ب، بلفظه، و"الماوردي" ٣/ ١٢٧ بنحوه، و"الطوسي" ٦/ ٢٨٢ بنحوه، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٥١، وابن كثير ٢/ ٥٧٨. (٢) "تفسير مجاهد" ١/ ٣٣٤ بنحوه، وأخرجه عبد الرزاق ٢/ ٣٤١ بنحوه عن قتادة، والطبري ١٣/ ١٩٣ بنحوه من عدة طرق عنهما، وورد بنحوه في: "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٠٣، عن قتادة، و"الثعلبي" ٧/ ١٤٧ ب، عنهما، و"الطوسي" ٦/ ٢٨٢ عنهما، أورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٣٧ وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم عنهما. (٣) في (أ)، (د): (أن) والمثبت من (ش)، (ع). (٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٥٦ بنصه. (٥) لم أقف على هذا القول منسوباً إليه، والذي نسب إليه، قال: استفتاحهم بالبلاء، أخرجه الطبري/ شاكر ١٦/ ٥٤٥، وورد في "تفسير الماوردي" ٣/ ١٢٧، و"الطوسي" ٦/ ٢٨٢، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٥١، وابن كثير ٢/ ٥٧٨. (٦) "تفسير مقاتل" ١/ ١٩٢ أ، بتصرف، وانظر: "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٠٣.