وفي «فقيه من لا يحضره الفقه» وهو أحد أصولهم المعتبرة عدة أبواب حول المشاهد وتعظيمها، كباب "تربة الحسين وحريم قبره" و"أبواب في زيارة الأئمة وفضلها". وغيرها (١) .
وفي «تهذيب الأحكام» - أحد الأصول الأربعة المعتبرة - طائفة كثيرة من الأبواب تتعلق بتعظيم المشاهد والقبور، ومناجاة الأئمة بأدعية تتضمن تأليههم.. (٢) .
وألف في الزيارات ومناسكها كتب مستقلة مثل «مناسك الزيارات للمفيد»(٣) وغيره (٤) .
والموضوع يستحق دراسة خاصة لخطورته وحسبنا في هذا المقام ذكر بعض "الأمثلة" لغلوهم في قبور أئمتهم.
لقد اعتبر الشيعة أماكن قبور أئمتهم المزعومة أو الحقيقة "حرماً" مقدساً: فالكوفة حرم، وكربلاء حرم، وقم حرم - عندهم - وغيرها. في «الوافي»(أن الكوفة حرم الله وحرم رسوله - صلى الله عليه وسلم - وحرم أمير المؤمنين، وأن الصلاة فيها بألف صلاة والدرهم بألف درهم)(٥) . ويروون عن الصادق: (إن لله حرماً هو مكة ولرسوله حرماً وهو المدينة ولأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ولنا
(١) ابن بابويه القمي: «من لا يحضره الفقيه» : (٢/٣٣٨) وما بعدها. (٢) الطوسي: «تهذيب الأحكام» : (٦/٣ - ١١٦) . (٣) ذكره الحر العاملي في «وسائل الشيعة» : (٢٠/٤٩) ، ونقل عنه. (٤) مثل كتاب «المزار» لمحمد بن علي الفضل، و «المزار» لمحمد بن المشهدي و «المزار» لمحمد بن همام، و «المزار» لمحمد بن أحمد بن داود وغيرها. انظر: «وسائل الشيعة» : (٢٠/٤٨ - ٤٩) . (٥) «الوافي» ، باب فضل الكوفة ومساجدها. المجلد الثاني جـ٨ ص ٢١٥.