بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فقالوا: يجوز من سمع حديثاً عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده، بل يجوز أن يقول قال الله تعالى (١) .
ويقول أحد علمائهم المعاصرين:(إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما هو الحال عند أهل السنّة)(٢) ، ذلك (أن الإمامة استمرار للنبوة)(٣) عندهم، فالنص النبوي استمر - في اعتقادهم - حتى آخر أئمتهم، والسنة في اعتبارهم هي (كل ما يصدر عن المعصوم من قول أو فعل أو تقرير)(٤) .
والمعصوم ليس هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحده كما يتوهم من يجهل مذهب الشيعة، بل يعدون أئمتهم معصومين كعصمة الرسول لا ينطقون - في اعتقادهم - عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى - كما يزعمون - ولهذا نصوا في دستورهم على أن السنة هي سنة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين (٥) لا سنة رسول الله المعصوم وحده.
ثانياً: إيداع الشريعة عند الأئمة المعصومين - بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا الاعتقاد من ضرورات مذهبهم وأركان دينهم وفحواه
(١) المصدر السابق. (٢) عبد الله فياض: «تاريخ الإمامية» : ص ١٤٠. (٣) محمد رضا المظفر: «عقائد الإمامية» : ص ٦٦. (٤) محمد تقي الحكيم: «الأصول العامة للفقه المقارن» : ص ١٢٢. (٥) «الدستور الإسلامي لجمهورية إيران» : ص ٢٠.