اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس، كما لا يخفى على الخبير بها) (١) .
ومن يقرأ تراجم رجالهم يجد صورة واضحة لهذا التناقض؛ فلا يوجد راوٍ من رواتهم ـ غالباً ـ في الحديث إلا وفيه قولان: قول يوثقه وقول يضعفه، فضلاً عن أنه يلعنه ويخرجه من الإسلام. فمثلاً محدثهم الشهير "زرارة بن أعين" صاحب أئمتهم الثلاثة - كما يزعمون - "الباقر"، و"الصادق"، و"الكاظم"(٢) تجده في تراجمهم يمدح تارة ويذم أُخرى، يجعل من أهل الجنة مرة، ومن أهل النار مرة أُخرى، فيروي الكشي أن أبا عبد الله قال:(يا زرارة إن اسمك في أسامي أهل الجنة)(٣) وقال: (رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة لاندست أحاديث أبي)(٤) .
ويروي الكشي نفسه عن أبي عبد الله أيضاً أنه قال في هذا "الزرارة": (لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، ثلاث مرات)(٥) وقال: (.. هذا زرارة بن أعين هذا من الذين وصفهم الله (في كتابه فقال: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه
(١) «الوافي» ، المقدمة الثانية: (١/١١- ١٢) . (٢) «زرارة بن أعين بن سنسن. قال الحر العاملي: (شيخ من أصحابنا. في زمانه كان قارئاً فقيهاً ثقة قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين) «وسائل الشيعة» : (٢٠/١٩٦) . تنسب له فرقة من الشيعة تسمى الزرارية «مختصر التحفة» : ص ١٥. كان حفيد لقسيس نصراني اسمه سنسن. محب الدين الخطيب: «هامش مختصر التحفة» : ص ٦٣. توفي سنة ١٥٠هـ. «معجم المؤلفين» : (٤/١٨١) . (٣) «رجال الكشي» : ص ١٣٣. (٤) المصدر السابق: ص ١٣٦. (٥) «رجال الكشي» : (ص ١٤٩- ١٥٠) .