وقد حكم علماء الشيعة بصحة هذه "الأسطورة"؛ قال المجلسي:(فالخبر صحيح)(١) وقال صاحب الشافي: (إنه موثق كالصحيح)(٢) ، وأماطوا اللثام عن معناه الساقط؛ قال المازندراني:(إن آي القرآن ستة آلاف وخمسمائة.. (٣) والزائد على ذلك مما سقط بالتحريف..) (٤) وقال المجلسي: (إن هذا الخبر وكثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره)(٥) .
وهذه "الأسطورة" رويت بلفظ (عشرة آلاف آية) كما في الوافي (٦) ، ثم تطور العدد إلى (سبعة عشر ألف آية) كما في الكافي (٧) ، ثم تطور الأمر إلى (ثمانية عشر ألف آية) كما في كتاب سليم بن قيس (٨) .
وقد وضع صاحب الوافي احتمالاً مقبولاً لتفسير الرواية السالفة بعد ذكره لبعض الاحتمالات الساقطة - حيث ذكر روايته لأسطورته بلفظ (عشرة آلاف آية) ، قال:(أو يكون - أي العدد الزائد عما في القرآن - مما نسخ تلاوته)(٩) ، ولكن شيخ الشيعة ومرجعها اليوم
(١) «مرآة العقول شرح الأصول والفروع» : (٢/٥٣٦) . (٢) «الشافي شرح أصول الكافي» : (٧/٢٢٧) . (٣) هذا العدد الذي ذكره لآيات القرآن لم أجد له ذكراً ضمن الأقوال المأثورة في عدد الآي: انظر «تفسير القرطبي» : (١/٦٤، ٦٥) ، «الإتقان» : (١/٨٩) ، الفيروزآبادي: «بصائر ذوي التمييز» : (١/٥٥٩، ٥٦٠) . (٤) شرح جامع على «الكافي» : (١١/٧٦) . (٥) «مرآة العقول» : (٢/٥٣٦) . (٦) محسن الكاشاني: «الوافي» المجلد الثاني: (جـ١/ص٢٧٤) . (٧) الكليني: «أصول الكافي» : (٢/١٣٤) . (٨) انظر: المازندراني: «شرح جامع» : (١١/٧٦) . (٩) «الوافي» المجلد الثاني: (جـ١/ص٢٧٤) .