فَقِيلَ: وَمَنْ يَزِيدُ حَتَّى يُتَّقَى؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنِّي لَأَرْتَضِيهِ لا أَنَّ لَهُ سلطنة. وَلَكِنْ أَخَافُ إِنْ أَظْهَرْتُهُ فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَتَخْتَلِفُ النَّاسُ وَتَكُونُ فِتْنَةً [١] .
وَقَالَ أَبُو نَافِعٍ سِبْطُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَعِنْدَهُ رَجُلَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ فِي الْمَنَامِ.
فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟
قَالَ: غَفَر لي وَشَفَّعَنِي وَعَاتَبَنِي وَقَالَ: أَتُحَدِّثُ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ؟
قُلْتُ: يا ربّ ما علمت إلّا خيرا.
وقال: إِنَّهُ كَانَ يَبْغَضُ عَلِيًّا.
وَقَالَ الْآخَرُ: رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ أَتَاكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ؟
قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، وَسَأَلَانِي مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟
فَقُلْتُ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا؟ وَأَنَا كُنْتُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا فِي دَارِ الدُّنْيَا؟
فَقَالَا لي: صَدَقْتَ [٢] .
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: تُوُفِّي بِوَاسِطٍ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ [٣] .
قُلْتُ: وَقَعَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ بِعُلُوٍّ فِي «الْغَيْلَانِيَّاتِ» مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ مِنْهَا: «الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» [٤] . وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وقد روى عَبَّاس بْن عَبْد العظيم، وأحمد بْن سِنان، عَنْ شاذ بْن يحيى، أَنَّهُ سمع يزيد بْن هارون يَقُولُ: من قَالَ القرآن مخلوق فهو زَنْديق كافر باللَّه تعالى [٥] .
٤٤٦- يعقوب بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [٦]- ع. -
[١] تاريخ بغداد ١٤/ ٣٤٢.
[٢] تاريخ بغداد ١٤/ ٣٤٦، ٣٤٧.
[٣] تاريخ بغداد ١٤/ ٣٤٦، وهكذا أرّخه البخاري في «التاريخ الكبير ٨/ ٣٦٨» ، قاله له محمد بن المثنى، وقال أحمد: ولد سنة ثمان عشرة ومائة.
[٤] الحديث مشهور جدّا، وهو أول أحاديث «الأربعين النووية» .
[٥] تاريخ بغداد ١٤/ ٣٤٢.
[٦] انظر عن (يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري) في: