فما ملك عمر نفسه فقال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء كلّهم، وقد بقي لك ما يسوؤك) (١) .. (هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أبو بكر، وها أنا ذا عمر. فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، الأيام دول، وإن الحرب سجال. فقال عمر:
لا سواء .. قتلانا في الجنّة وقتلاكم في النار، قال: إنكم لتزعمون ذلك، لقد خبنا إذًا وخسرنا. ثم قال أبو سفيان: أما إنكم ستجدون في قتلاكم مثلًا (٢) .. ولم يكن ذلك عن رأي سراتنا .. ثم أدركته حمية الجاهلية، فقال: أما إنه قد كان ذلك فلم نكره) (ستجدون في القوم مثلة (٣) لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز: أعل هبل .. أعل هبل، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا تجيبوه؟ قالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: قولوا:
الله أعلى وأجلّ
قال أبو سفيان: إن لنا العزى ولا عزّى لكم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا
(١) حديث صحيح رواه البخاري (٣٠٤١) والحديث جاء دون تكرار إنما قال الراوي: ثلاث مرات. (٢) أي ستجدون تشويها بجثث أصحابكم وتقطيعًا. (٣) أيضًا ستجدون تشويهًا بجثث أصحابكم وتقطعًا.