أما نسخ القرآن بالسنة: فمن الأمثلة التي ذكروها لذلك قوله - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -: «لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ»؛ فقد نسخ هذا الحديث عندهم الوصية الواجبة المذكورة في قوله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}(٣)، ولا يقال إن آية المواريث هي الناسخة، لأنها لا تعارض الوصية، وليس فيها ما يمنع الوصية للوالدين والأقربين.
(١) " البخاري ": ١/ ١١٠، ١١١. (٢) " البخاري ": ١/ ٢١٥، والآية هي ١٨٧ من سورة البقرة؛ وانظر " مسلم الثبوت ": ٢/ ٧٨. (٣) انظر " فواتح الرحموت ": ٢/ ٧٩، ٨٠؛ و" الإحكام "، لابن حزم: ٤/ ١١٤، والآية هي ١٨٠ من سورة البقرة.