ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة الإسراء في السماء ملكا يؤذن، ويشكل بأنه لو كان ذلك لم يحتج إلى ما يجمع به المسلمين للصلاة (٣).
وقيل: الحكمة في ذلك-على تقدير الصحة-أن يكون على لسان غيره، لرفع شأنه (٤).
ولا يعترض بحديث يعلى بن مرة الذي فيه أذانه عليه الصلاة والسلام، لأمرين:
= عمر قال: أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بلال، قم فناد بالصلاة». وقول المصنف: وفيه نظر لما تقدم، يعني، أنه ذكر أن اجتماعهم كان بمناد: الصلاة جامعة. فهذا وذاك واحد، والله أعلم. (١) ورد هذا في حديث عبد الله بن زيد، وحديث أبي عمير بن أنس السابقين. وأورده ابن هشام ١/ ٥٠٩ من حديث عبيد بن عمير الليثي. (٢) أورده الحافظ في الفتح ٢/ ٩٤، والقسطلاني في المواهب ١/ ٣٢٣ كلاهما عن المصنف. (٣) رواه البزار كما في الكشف (٣٥٢)، من حديث علي، وقال الهيثمي في المجمع ١/ ٣٢٩: وفيه زياد بن المنذر وهو مجمع على ضعفه إلا أن السهيلي ٢/ ٢٨٨ قال: أخلق بهذا الحديث أن يكون صحيحا. ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر كما في مجمع الزوائد ١/ ٣٢٩ وقال الهيثمي: فيه طلحة بن زيد، ونسب إلى الوضع. وقال عنه الحافظ في الفتح ٢/ ٩٤: وهو متروك. وأورده الحافظ من حديث أنس عند الدارقطني، ومن حديث عائشة رضي الله عنهم جميعا عند ابن مردويه، وقال: والحق أنه لا يصح شيء من هذه الأحاديث. (٤) هكذا في الروض أيضا ٢/ ٢٨٥.