ولم يعلم بخروجه عليه الصلاة والسلام إلا عليّ وآل أبي بكر رضي الله عنهم. فدخلا غارا بثور-جبل بأسفل مكة-فأقاما فيه ثلاثا، وقيل: بضعة عشر يوما (١).
فأمر الله العنكبوت فنسجت على بابه، والراءة فنبتت عليه، وحمامتين وحشيتين فعششتا على بابه (٢).
قال السهيلي: وحمام الحرم من نسلهما (٣).
= التوحيد. وعد الذين قالوا: كان مقامه ثلاث عشرة من أول الوقت الذي استنبىء فيه، وكان إسرافيل المقرون به وهي السنون الثلاث التي لم يكن أمر فيها بإظهار الدعوة. (١) الأول: هو قول ابن إسحاق ١/ ٤٨٦، وابن سعد ١/ ٢٢٩، وهو الوارد في الصحيح، أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (٣٩٠٥). وأما الثاني: فقد رواه الإمام أحمد ٣/ ٤٨٧، والحاكم في المستدرك ٤/ ٤٤٨ - ٤٤٩ من رواية طلحة النضري. وقال الحافظ في التعليق عليه: قال الحاكم: معناه مكثنا مختفين من المشركين في الغار وفي الطريق بضعة عشر يوما. قلت-يعني الحافظ-: لم يقع في رواية أحمد ذكر الغار، وهي زيادة في الخبر من بعض رواته، ولا يصح حمله على حالة الهجرة لما في الصحيح. . (انظر الفتح ٧/ ٢٧٩). (٢) الطبقات ١/ ٢٢٩، ودلائل أبي نعيم (٢٢٩)، ودلائل البيهقي ٢/ ٤٨٢، وكشف الأستار ٢/ ٢٩٩، وفيها بدل (الراءة): شجرة. وهما بمعنى، قال في الروض ٢/ ٢٣٢: قال قاسم بن ثابت في الدلائل: وهي شجرة معروفة. وقال عن أبي حنيفة الدينوري: الراءة من أغلاث الشجر، وتكون مثل قامة الإنسان، ولها خيطان، وزهر أبيض تحشى به المخاد. (٣) الروض الأنف ٢/ ٢٣٢، وعزاه لمسند البزار. وانظر كشف الأستار ٢/ ٣٠٠، -