ذكر ابن الجوزي عن جبير بن نُفير١، أن نفراً قالوا لعمر بن الخطاب:"ما رأينا رجلاً أقضى بالقسط، ولا أقولَ بالحقّ ولا أشدّ على المنافقين منك يا أمير٢ المؤمنين، فأنت خير الناس بعد رسول الله، فقال عوف بن مالك٣: "كذتم - والله - لقد رأينا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، [فقال:"من هو؟ "، فقال:"أبو بكر"] ٤ فقال عمر: "صدق عوف، وكذبتم، والله لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك، وأنا أضل من بعير أهلي"، - يعني: قبل أن يسلم -، لأن أبا بكر أسلم قبله بست سنين"٥.
وعن مُجالد بن سعيد قال: "لما أتى عمر رضي الله عنه [الخبر] ٦ بنزول رستم القادسية، كان يستخبر الركبان عن أهل القادسية منذ حين يُصبح إلى انتصاف النهار، ثم يرجع إلى أهله، فلما لقيه البشير، سأله من أين جاء؟ فأخبره، فقال:"يا عبد الله حدّثني"، قال:"هزم الله العدوّ"، وعمر رضي الله عنه يخُبّ٧ معه
١ الحضرمي، ثقة جليل، من الثانية، مخضرم، ولأبيه صحبة، توفي سنة ثمانين. (التقريب ص ١٣٨) . ٢ مطموس في الأصل، سوى: (أمير) . ٣ الأشجعي، صحابي مشهور، من مسلمة الفتح، وسكن دمشق، توفي سنة ثلاث وسبعين. (التقريب ص ٤٣٣) . ٤ سقط من الأصل. ٥ ابن الجوزي: مناقب ص ١٤٨، أبو نعيم: تثبيت الإمامة ص ١٠٤، ابن عساكر: تاريخ دمشق ٩/٧٠٤، ٧٠٥، وأورده والمتقي الهندي: كنْز العمال ١٢/٤٩٧، وعزاه لأبي نعيم في فضائل الصحابة، وقال ابن كثير: "إسناده صحيح". ٦ سقط من الأصل. ٧ الخَبَبُ: ضربٌ من العدوّ. (القاموس ص ٩٩) .