قالوا:"دَيْجوج ودَياجٍ" وأصله "دياجيج"، فأبدلت الجيم الآخرة ياء، وحذفت الياء قبلها تخفيفًا. وأما قولهم في "شجرة": "شِيَرة" فينبغي أن تكون الياء فيها أصلا، ولا تكون بدلا من الجيم، أنشد الأصمعي١:
تَحْسبه بين الأنام شِيَرةْ٢
قال أبو الفضل الرياشي: سمعت أبا زيد يقول: كنا عند المفضل وعنده أعراب، فقلت: قل لهم يقولون "شِيَرة"، فقالوها، فقلت له: قل لهم يُصغرونها، فصغروها "شُيَيرة". وإنما كانت الياء عندنا في "شِيَرة" أصلا غير بدل من الجيم لأمرين:
١ الأصمعي: ذكر البيت صاحب اللسان دون نسب مادة "شجر". "٤/ ٣٩٤". ٢ الأنام: ما ظهر على الأرض من جميع الخلق. اللسان "١٢/ ٣٧". تحسبه: تظنه. والشاعر يشبه ممدوحه بين الناس بالشجرة. الشاهد فيه "شيرة" حيث أبدلت الجيم ياء، يريد "شجرة". إعرابه: مفعول به ثان منصوب.