فإذا كان أصلا وقع فاءً وعينًا ولامًا، فالفاء نحو هند وهدم. والعين نحو عهد وشهد. واللام نحو شِبْه وبَدَهَ.
وإذا كانت بدلا فمن خمسة أحرف، وهي: الهمزة، والألف، والياء، والواو، والتاء.
قد أبدلت الهاء من الهمزة على ضربين: أحدهما أصل، والآخر: زائد. فالأصل نحو قولهم في "إيّاك": "هِيّاك" أنشد أبو الحسن١:
فهِيّاك والأمر الذي إن توسعت ... موارده ضاقت عليك مصادره٢
وروينا عن قطرب أن بعضهم يقول "أيّاك" بفتح الهمزة، ثم يبدل الهاء منها وهي مفتوحة أيضًا، فيقول "هَيّاك" قال: وطيّئ تقول: "هِنْ فَعَلَ فَعلتُ" يريدون "إنْ" قال: وقال الراجز٣:
هَيّاك أن تُمْنَى بِشَعْشَعانِ ... خَبِّ الفؤادِ مائل اليدانِ٤
١ البيت لطفيل الغنوي، وهو في ديوانه "ص١٠٢"، وفيه أنه يروى لمضرس بن ربعي. ٢ هَيّاك: أي أيّاك بفتح الهمزة وقلبها هاء. توسعت: أصبحت واسعة. موارده: المنهل والمصدر. "م" مورد. لسان العرب "٣/ ٤٥٦". ضاقت: ضم بعضها إلى بعض. مصادره: "م" مصدر وهو ما يصدر عنه الشيء. مادة "ص د ر". اللسان "٤/ ٤٤٩". ٣ البيتان في الإفصاح "ص٣٧٧" بتقديم الثاني على الأول. ٤ تُمنى: تُبتلَى. القاموس المحيط "٤/ ٣٩٢". شَعْشَعانِ: من خف لحمه وطال عنقه. خب: خبَّ خبًّا خدع وغش فهو خب. القاموس المحيط "١/ ٥٩". والبيت فيه تحذير من تلك التي خف لحمها وطال عنقها وأثم قلبها واعتادت على الغش والخداع.