وقالَ أبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: إنِّي لأُبْغِضُ الشِّتاءَ لنقصِ الفروضِ وذهابِ الحقوقِ وزيادةِ الكلفةِ على الفقراءِ.
وقد رُوِيَ في حديثٍ مرفوعٍ:"إنَّ الملائكةَ تَفْرَحُ بذهابِ الشِّتاءِ لِما يَدْخُلُ فيهِ على فقراءِ المؤمنينَ مِن الشِّدَّةِ"(١). ولكنْ لا يَصِحُّ إسنادُهُ.
ورُوِيَ أيضًا مرفوعًا:"خيرُ صيفِكُم أشدُّهُ حرًّا، وخيرُ شتائِكُم أشدُّهُ بردًا، وإنَّ الملائكةَ لَتَبْكي في الشِّتاءِ رحمةً لبني آدمَ"(٢). وإسنادُهُ أيضًا باطلٌ.
وقالَ بعضُ السَّلفِ: البردُ عدوُّ الدِّينِ. يُشيرُ إلى أنَّهُ يُفَتِّرُ عن كثيرٍ مِن الأعمالِ ويُثَبِّطُ عنها، فتَكْسَلُ النُّفوسُ بذلكَ.
وقالَ بعضُهُم: خُلِقَتِ القلوبُ مِن طينٍ، فهيَ تَلينُ في الشِّتاءِ كما يَلينُ الطِّينُ فيهِ.
(١) (منكر). رواه: العقيلي (٤/ ٢١٦)، والطبراني (١١/ ٨٢/ ١١١٧١)، وابن عدي (٦/ ٢٣٦٨)، والذهبي في "الميزان" (٤/ ١٥٢) تعليقًا، والعسقلاني في "اللسان" (٦/ ٧٧) تعليقًا؛ من طريق معلّى بن ميمون، ثنا مطر الورّاق، عن مجاهد، عن ابن عبّاس … رفعه. ومعلّى ضحيف جدَّا منكر الحديث، ومطر لا يعدو أن يكون صالحًا في الشواهد. وقد عدّ العقيلي وابن عدي والذهبي وابن رجب والهيثمي والعسقلاني والمناوي والألباني هذا الحديث في المنكرات. ورواه: العقيلي (٢/ ١٠٤)، والذهبي في "الميزان" (٢/ ١٣٤) تعليقًا، والعسقلاني في "اللسان" (٣/ ٣٣) تعليقًا؛ من طريق نعيم بن حمّاد، عن سعيد بن دهثم، عن عبد الله بن نمير الرحبي، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس … رفعه مختصرًا. ونعيم يخطى كثيرًا، وسعيد والرحبيّ مجهولان لا يعرفان بنقل وأتيا بهذا الخبر المنكر. ولذلك قال العقيلي: "غير محفوظ". (٢) (باطل). رواه المقريزي (٢/ ٣٩٤ - فيض القدير) من حديث ابن عمر مرفوعًا. ولم أقف على سنده، فحسبي فيه شهادة ابن رجب الذي وقف على سنده.