وأشْهَدُ أن مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ؛ البدرُ جبينُهُ إذا سُرَّ اسْتَنار، واليمُّ يمينُهُ فإذا سُئِلَ أعطى عطاءَ مَن لا يَخْشى الإقتار، والحنيفيَّةُ دينُهُ الدِّينُ القيِّمُ المختار، رَفَعَ اللهُ ببعثِهِ عن أُمَّتِهِ الأغلالَ والآصار، وكَشَفَ بدعوتِهِ أذى البصائرِ (٢) وقذى الأبصار، وفَرَّقَ
(١) لاحظ حسن المطلع ومناسبته لموضوع الكتاب. (٢) كذا قال متابعة للجناس اللفظيّ، ولو قال "عمى البصائر"؛ لكان أبلغ في الدلالة على الحقيقة؛ فإنّ بصائر الخلق جميعًا عربهم وعجمهم كانت في عمى حقيقيّ قبل مجيئه - صلى الله عليه وسلم -. ومن هنا عزف المحدثون من أهل الأدب عن الجناس والسجع ونحوه ووصفوه بالصنعة اللفظيّة واتّهمهوه بتعسير الطريق وتطويله.