• والثَّاني: بما يَحْصُلُ بإسباغِ الوضوءِ في شدَّةِ البردِ مِن التَّألُّمِ.
وإسباغُ الوضوءِ في شدَّةِ البردِ مِن أفضلِ الأعمالِ (١).
وفي "صحيح مُسْلِم"(٢): عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ:"ألا أدُلُّكُم على ما يَمْحو اللهُ بهِ الخطايا ويَرْفَعُ بهِ الدَّرجاتِ؟ ". قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قالّ: "إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ، وكثرةُ الخطا إلى المساجدِ، وانتظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ. فذلكُمُ الرِّباطُ، فذلكُمُ الرِّباطُ".
وفي حديثِ مُعاذِ بن جَبَلٍ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أنَّهُ رَأى ربَّهُ عَزَّ وجَلَّ (يَعْني: في المنامِ)، فقالَ لهُ: يا مُحَمَّدُ! فيمَ يَخْتَصِمُ الملأُ الأعلى؟ قالَ:"في الدَّرجاتِ والكفَّاراتِ". قالَ: "والكفَّاراتُ: إسباغُ الوضوءِ في الكريهاتِ (٣)، ونقلُ الأقدامِ إلى
(١) في خ: "من التألّم وذلك من أفضل الأعمال"، وما أثبتّه من ن وط أوضح. (٢) (٢ - الطهارة، ١٤ - إسباغ الوضوء على المكاره، ١/ ٢١٩/ ٢٥١). (٣) في خ: "في المكروهات"، وما أثبتّه من م ون وط أولى بلفظ الحديث.