نَزَلَتْ هذهِ الآيةُ بسببِ قومٍ مِن فقراءِ المسلمينَ أتَوُا النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهوَ يَتَجَهَّزُ إلى غزوةِ تَبوكَ، فطَلَبوا منهُ أنْ يَحْمِلَهُم، فقالَ لهُم:"لا أجِدُ ما أحْمِلُكُمْ عليهِ". فرَجَعوا وهُم يَبْكونَ حزنًا على ما فاتَهُم مِن الجهادِ معَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (١).
قالَ بعضُ العلماءِ: هذا واللهِ بكاءُ الرِّجالِ، بَكَوْا على فقدِهِم رواحلَ يَتَحَمَّلونَ عليها إلى الموتِ في مواطنَ تُراقُ فيها الدِّماءُ في سبيلِ اللهِ وتُنْزعُ فيها رؤوسُ الرِّجالِ عن كواهلِها بالسُّيوفِ. فأمَّا مَن يَبْكي على فقدِ حظِّهِ مِن الدُّنيا وشهواتِهِ العاجلةِ؛ فذلكَ شبيهٌ بـ[ـــبكاءِ] الأطفالِ والنِّساءِ على فقدِ حظوظِهِمُ العاجلةِ:
(١) (صحيح). رواه: الطبري (١٧٠٩٤)، وابن مردويه (التوبة ٩٢ - الدرّ)؛ من طريق مسلسلة بالعوفيّين، عن ابن عبّاس … رفعه. وهذا ساقط لضعف العوفيين أبّا عن جدّ فما فيهيم صدوق. ورواه الطبري (١٧١٠٣) من طريق أبي معشر، عن محمّد بن كعب … مرسلًا. وأبو معشر ضعيف. لكنّ الواقعة حصلت، والآية نزلت فيها وفي أمثالها، دلّ عليه: حديث أبي موسى عند البخاري (٥٧ - الخمس، ١٥ - الخمس لنوائب المسلمين، ٦/ ٢٣٦/ ٣١٣٣ و ٤٣٨٥). وجملة من المراسيل التي رواها أهل التفسير في قصّة أُولئك النفر وفي أسمائهم. وانظر تفاصيل ذلك في "الدرّ" (التوبة ٩٢).