وخَرَّجَهُ ابنُ سَعْدٍ في "طبقاتِهِ" عن: إسْحاقَ الأزْرَقِ، عن عَبْدِ المَلِكِ بن أبي سُلَيْمانَ، عن سَعيدِ بن جُبَيْرٍ … فذَكَرَهُ بمعناهُ، وزادَ في آخرِهِ: قالَ: وأمَّا ليلةُ القدرِ؛ فما نَراها إنْ شاءَ اللهُ إلَّا ليلةَ ثلاثٍ وعشرينَ يَمْضِينَ [أ] و سبعٍ يَبْقَيْنَ.
والظَّاهرُ أن هذا سَمِعَهُ سَعيدُ بنُ جُبَيْرٍ مِنِ ابن عَبَّاسٍ فيَكونُ متَّصلًا.
ورَوى: عاصِمُ بنُ كُلَيْبٍ، عن أبيهِ، عن ابن عَبَّاسٍ؛ قالَ: دَعا عُمَرُ الأشياخَ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ، فقالَ لهُم: إنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ في ليلةِ القدرِ مما قد عَلِمْتُمُ "الْتَمِسوها في العشرِ الأواخرِ وترًا"(١)، ففي أيِّ الوترِ تَرَوْنَها؟ فقالَ رجلٌ برأْيِهِ: إنَّها تاسعةٌ، سابعةٌ، خامسةٌ، ثالثةٌ. فقالَ: يا ابنَ عَبَّاسٍ! تَكَلَّمْ. قالَ: قُلْتُ: أقولُ
(١) (صحيح). رواه: ابن أبي شيبة (٨٦٧٠ و ٩٥٢٧)، وإسحاق في "مسنده" (٤/ ٢٦٢ - فتح)، وأحمد (١/ ١٤ و ٤٣)، والبزّار (٢١٠)، وابن نصر في "قيام رمضان" (ص ٢٥٢)، وأبو يعلى (١٦٥ و ١٦٨)، وابن خزيمة (٢١٧٢ و ٢١٧٣) والإسماعيلي في "مسند عمر" (٣٠ - ٣٣)، والحاكم (١/ ٤٣٧ - ٤٣٨)، والبيهقي في "السنن" (٤/ ٣١٣) و"الشعب" (٣٦٨٦)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (٢/ ٢١٠)، والضياء في "المختارة" (١/ ٢٧٦/ ١٦٦ - ١٦٧)؛ من طرق، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عبّاس، عن عمر … رفعه مع القصّة وبدونها. قال الحاكم: "على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي (٣/ ١٧٧): "رجال أبي يعلى ثقات". قلت: لم يرو مسلم لكليب أبي عاصم شيئًا، وهو صدوق حسن الحديث، فالسند كذلك. ورواه أيضًا: ابن خزيمة (٢١٧٤)، والحاكم (١/ ٤٣٨)؛ من طريق قويّة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس … مثله. وهذا سند قويّ. والحديث صحيح بمجموع طريقيه، وقد صحّحه الحاكم والذهبي والهيثمي والألباني.