[و] رُوِيَ أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَدْعو ببلوغِ رمضانَ، فكانَ إذا دَخَلَ شهرُ رجبٍ تقولُ: "اللهمَّ! بارِكْ لنا في رجبٍ وشعبانَ وبَلِّغْنا رمضانَ" (٤). خَرَّجَهُ الطَّبَرانِيُّ وغيرُهُ مِن حديثِ أنسٍ.
وقالَ مُعَلَّى بنُ الفَضْلِ: كانوا يَدْعونَ الله ستَّةَ أشهرٍ أنْ يُبَلِّغَهُمْ رمضانَ، ثمَّ
(١) (حسن بشواهده). رواه: عبد الرزّاق (٧٣٨٣)، وابن أبي شيبة (٨٨٦٧)، وإسحاق في "المسند" (١/ ٧٣/ ١ و ٢)، وأحمد (٢/ ٢٣٠ و ٣٨٥ و ٤٢٥)، وعبد بن حميد (١٤٢٩)، والنسائي في "الكبرى" (٢٤١٦) و"المجتبى" (٢٢ - الصيام، ٥ - ذكر الاختلاف على معمر، ٤/ ١٢٩/ ٢١٠٥)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣٦٠٠)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (١٦/ ١٥٤)، والرافعي في "التدوين" (٢/ ٢٥٢)؛ من طريق أيّوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة … رفعه. وهذا سند رجاله ثقات، لكن قال المنذري: "أبو قلابة عن أبي هريرة ولم يسمع منه فيما أعلم". وقال الذهبي: "أبو قلابة ثقة في نفسه؛ إلّا أنّه يدلّس عمّن لحقهم وعمّن لم يلحقهم، وكانت له صحف يحدّث منها ويدلّس". قلت: فعلى هذا؛ فلا يؤمن أن يكون في السند انقطاع. ولقوله - صلى الله عليه وسلم - "تفتح فيه … الشياطين" طريق أُخرى عند: البخاري (١٨٩٨) ومسلم (١٠٧٩). وله بطوله شاهد ضعيف عن أنس عند: ابن ماجه (١٦٤٤)، والطبراني في "الأوسط" (٧٦٢٣). وللقطعة الأولى والأخيرة منه شاهد ضعيف عن عبادة بن الصامت عند الطبراني (٣/ ١٤٥ - مجمع). فهذه الشواهد تنهض لشدّ الانقطاع المحتمل فيه إن شاء الله، وقد مال إلى تحسينه الألباني. (٢) في خ: "العابد"، وفي ن و ط: "العاقل"، والأولى ما أثبتّه من م. (٣) (لم أقف عليه بهذا التمام). لكن الغالب في مثل هذا التضعيف وربّما كان دون ذلك. (٤) (ضعيف جدًّا). تقدّم تفصيل القول فيه (ص ٢٩١).