فقولُهُ:{مِنَ النَّعَمِ}: أي كائنٌ من النَّعم، فالمعنى أن الواجبَ جزاءٌ مماثلٌ لما قتلَه، وهو القيمةُ كائنٌ من النِّعَم، بأن يشتري بتلك القيمةِ بعضَ النَّعَم.
ثُمَّ قولُهُ:{يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ} يؤيّدُ هذا المعنى، فإنَّ التَّقويمَ يحتاجُ إلى رأي العدول، ولولا التَّقويمُ أوَّلاً كيف يثبتُ الاختيارُ بين النَّعَمِ والكفارةِ والصِّيام؟
وأيضاً: لو لم يكنْ له نظيرٌ من النَّعَم، فعند محمَّدٍ والشَّافِعِيِّ (٧) - رضي الله عنه - يجبُ ما يجبُ عند أبي حنيفةَ أوَّلاً، فيحملُ المِثْلُ على القيمةِ ولا دلالةَ للآيةِ على هذا المعنى.
(١) الظَّبيّ: الغزال. ينظر: «حياة الحيوان» (٢: ١٠٢)، و «المصباح المنير» (ص ٣٨٥). (٢) الضبع: حيوان قليل العدو، قبيح المنظر ينهش القبور ويخرج الجيف، العرب تزعم أنها لا تأكل إلا لحوم الشجعان. ينظر: «عجائب المخلوقات» (٢: ٢٣٤). (٣) عَنَاق: هي الأنثى من أولاد المعز. ينظر: «طلبة الطلبة» (ص ٣٥). (٤) اليَرَبوع: وهو حيوان طويل الرجلين، قصير اليدين جداً، وله ذنب كذنب الجرذ، لا يرفعه صعداً، في طرفه شبه النوارة، لونه كلون الغزال. ينظر: «حيواة الحيوان» (٢: ٤٠٨). (٥) جَفْرَة: الأنثى من أولاد المعز إذا بلغت أربعة أشهر. ينظر: «المغرب» (٨٦). (٦) من سورة المائدة، الآية (٩٥). (٧) ينظر: «الأم» (٢: ٢١٠)، و «حاشيتا قليوبي وعميره» (٢: ١٧٨)، و «فتوحات الوهاب» (٢: ٥٣٠)، وغيرها. (٨) زيادة من م. (٩) أي من قيمته، ويكون بتقويمه صحيحاً ثم ناقصاً ويحسب الفرق بينهما. ينظر: «عمدة الرعاية» (١: ٣٥١).